Saturday 14 August 2021

علاقتنا بالافلام

 علاقتنا بالأفلام متغيرة، أقول هذا بعد أن تغيرت علاقتي بالسينما والأفلام على مدار عدد قليل للغاية من السنين. أعتقد أنه من الصعب على شخص أن يداوم على (طقسًا ما) يتبعه في مشاهدته للأفلام.. أتحدث عن هؤلاء المحبون للسينما أمثالي، المولَعين المغرمين بالسينما، المهووسين، الذين يُشاهدون الأفلام كثيرًا. ولأننا نحب الأفلام، فإننا حريصون على تنظيم متى وأين وكيف نشاهدها.


أعتقد أن المعظم سيوافقني أن لكل شخص طقسًا مختلفًا يتبعه في عملية مشاهدته للأفلام. الأفلام شيء جميل، إن لم يكن الأروع في الحياة. البعض يحب القول أن الأفلام أنقذته بشكلٍ ما، البعض الآخر يحب الحديث لساعات عن تجاربهم الفيلمية المفضّلة، وكيف أن أفلامًا محددة جعلتهم يغيّرون مناظيرهم أو غيّروهم هُم جذريًا. وهناك آخرون لا يملكون مشكلة في القول أن الأفلام هي الشيء الوحيد الذي يُبقيه على قيد الحياة!


هذا الوَلَع بفن السينما عند معظم الناس -باختلاف وظائفهم التي يعملونها بالحياة- يجعلهم في حالة رغبة دائمة بمُشاهدة الأفلام، خاصةً الأفلام الجديدة الرائجة التي تصبح حديث الجميع فترةٍ ما. والأفلام الآن وعلى عكس زمان، أصبحت في متناول الجميع؛ فقديمًا قبل الإنترنت كنت لا بد عليك من انتظار ميعاد محدد يعرض فيه الفيلم على التلفزيون، أو تشتريه على الـ DVD، الآن يمكنك تحميل الأفلام -وأيُّ أفلام- في أي وقت. التساؤل الذي سنجده دائمًا في أذهاننا هو: كيف سنشاهد كل هذا الكم منها؟ هناك ترشيحات من الأصدقاء، وربما عدد هائل من الأفلام محفوظ على هارداتنا وحواسيبنا (مكتبة كاملة من الأفلام!)؛ أين الوقت لذلك؟ وإذا توفر الوقت: بماذا ستبدأ؟ ما الفيلم الذي سيؤجَّل؟


متى نشاهد الأفــلام؟

نتيجة أحاديثي المطوَّلة مع أصدقائي عن السينما والأفلام، ايجي بست وعن علاقتنا بتجربة المشاهدة، أُنير لي سؤالًا أصبحتُ أسأله على كل من أتحدث معه عن اأفلام: هل تنتظر الموود أو الحالة المزاجية المُناسبة لمشاهدة الفيلم؟ أم أنك تشاهد الأفلام في أي وقت، والأفلام هي التي تضعك بـ(الموود)؟


السؤال في ذهني معنيّ بتوقيت مُشاهدة الأفلام عند الأشخاص، لا بمعرفة (الحالة المزاجية/الموود) لهم، قبل أو بعد المشاهدة. فبالتأكيد أي فيلم قوي سيدخلك بالموود أو العالم الخاص به وسيستحوذ عليك بشكلٍ ما، إلا لو أنتَ نفسك شاهدت فيلمًا جيدًا في حالة نفسية/مزاجية غير ملائمة، هذا موضوع آخر ويمكنك مشاهدة افلام اون لاين من موقع ايجي بست


اكتشفت أن هذا السؤال يتجه صوبًا نحو صميم علاقة الشخص بالسينما والأفلام؛ مثلًا، إن جاوب بأنه ينتظر الموود المناسب كي يشاهد الفيلم، هو غالبًا شخص يجد من مشاهدة الأفلام عونًا له في تخطي مشاكل حياته وظروف معيشته، أي يستخدم السينما كعلاج نفسي (Therapy)، أو أن تجربة المشاهدة -وببساطة- تمثل له أمر كبيرًا، ويشعر تجاه هذه الأفلام التي يحبها، أنها يجب أن تُشاهَد في أوقاتٍ معيّنة (لا أن يكون الأمر به تعسُّف بالتأكيد، لكنه على الأقل يفكر قليلًا: هل سأتواصل جيدًا مع هذا الفيلم الآن؟). وإذا اختار الإجابة الثانية؛ يشاهد الأفلام في أي وقت، فهو غالبًا إما شخص وصل لمرحلة متقدمة من المُشاهدة والتعود على الأفلام، يُشاهد ويُشاهد كثيرًا كحال مهاويس السينما أو الـ Cinephiles، أو هو شخص مشغولٌ دائمًا، لا يملك هذا الوقت الكبير حتى تتسنى له رفاهية انتظار مووده الخاص لهذا الفيلم أو ذاك.


الموضوع "نسبي" جدًا أيضًا لأنه وبخلاف كونه يختلف من شخص لآخر، هو يختلف عند الشخص الواحد؛ فمعظم ردود أفعال الناس ستكون "هناك أفلامًا يجب ألا تُشاهَد في أي وقت" حتى وإن كان هذا الشخص يشاهد أفلامًا كثيرة يوميًا. ليس كل الأفلام يمكن تطبيق الكلام عليها، وإلا سيأتي على هذا الشخص ليلة يُفسد فيها تجربة مشاهدة فيلم رائع بسبب عدم اختياره للتوقيت أو المكان المناسبان، وما أكثر المرات التي حصل هذا الأمر معي.


No comments:

Post a Comment

يسرا اللوزي: تعاونت من قبل مع ريهام حجاج وشخصيتي بـ"جميلة" احتاجت مجهود

يسرا اللوزي: تعاونت من قبل مع ريهام حجاج وشخصيتي بـ”جميلة” احتاجت مجهود 12:36 ص الجمعة 10 مارس 2023 كتبت- منى الموجي: تطل الفنانة يسرا اللوز...